بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 27 مايو 2014

تاج محل: البناء وتخطيط المباني

البوابة الكبرى (دروزة-I روزا)-بوابة لتاج محل.

تأسس تاج محل على قطعة أرض متجهة نحو الجنوب من سور مدينة أغرا (Agra)،إذ وهب شاه جاهان (Shah Jahan) أرض واسعة في وسط أغرا إلى مهاراجا جاي سينغ (Maharajah Jai Singh) في مقاضية لاستبدال الأرض. تساوي مساحتها تقريباً مساحة ثلاث أراضي مجوفة ومملوءة بالرمل لتحد من التسرب وممتدة لـ خمسين متراً (160 قدماً) فوق ضفة النهر. في القبر كانت الآبار مجوفة ومملوءة بالصخور والحصى لتهيئ البنية التحتية للقبر وبدلاً من الربط والتشييد بالخيزران شيد العمال منصة خشبية مرفوعة ضخمة وهي التي أبرزت القبر وقد كانت هذه المنصة ضخمة جداً فقد قدرها المراقبين بأنها استهلكت العديد من السنوات لإنهائها.

الشكل الداخلي لمسجد تاج محل.
الشكل الخارجي للمسجد

تبعاً للأسطورة فإن شاه جاهان (Shah Jahan) أصدر قرار بأن أي شخص يستطيع أن يحفظ الطوبات المأخوذة من المنصة، وبهذه الطريقة انتهى البناء بواسطة القرويين والفلاحين بشكل سريع ومفاجئ ؛ خمسة عشر كيلو متراً حفرت تحت سطح الأرض وعملت على نقل الرخام والمواد الخام لمقر البناء ومجموعات مكونة من عشرين أو ثلاثين ثوراً يسحب القطع الصلبة على عربات خاصة للتشييد..

كان نظام بكرة العمود والعارضة المنفصلين يستخدم لرفع القطع الصلبة إلى المكان المرغوب وضعها فيه.. وكان الماء يستخرج من النهر بواسطة سلسلة من الحيوانات المسيرة آلياً بتقنية الحبل والدلو والتي تحمله إلى خزان كبير ثم يجمع في خزان توزيع ضخم، وكان يمر عبر ثلاث خزانات ثانوية من الأنابيب إلى المجمع في نهاية مبنى المجمع, هنالك مبنيين ضخمين من الحجر الرملي والمفتوحين على جوانب القبر الجهة الخلفية لهما موازية للجدران الغربية والشرقية، والمبنيان صورة مطابقة لبعضهما.

المبنى الغربي مسجد، والآخر يسمى "جواب" -الهدف منه التوازن المعماري- على الرغم من إمكانية استخدامه كبيت للضيوف. الفروقات بينهما أن المحراب يوجد في المسجد بعكس "جواب"، وأيضا بلاط "جواب" يحتوي على تصاميم هندسية بينما أرضية المسجد مفروشة بـ٥٦٩ سجادة للصلاة على رخام أسود. تصميم المسجد البسيط برواق طويل محاط بثلاثة قبب مشابه للأخر المبني عن طريق شاه جاهان، بالتحديد مسجد جاهان نوما أو المسجد الجامع في دلهي. مساجد المغول في هذه الفترة تقسم ردهات المعبد لثلاث مناطق، المعبد الرئيسي ومعبدين آخرين أصغر نسبيا على الجانبين. في تاج محل، كل معبد يفتح لقبة مسقفة ضخمة. المباني المجاورة تم إنشاءها في ١٦٤٣.

تخطيط المباني

التخطيط الأرضي لتاج محل.

إن مجمع تاج محل محاط بشرفات على جدران من أحجار رملية حمراء من ثلاثة جوانب, ويواجهها النهر من الجانب الأيسر المفتوح.وتوجد خارج الأسوار عدة أضرحة إضافية, بما فيها أضرحة زوجات شاه جيهان الأخرىات, وضريح كبير لخادم ممتاز المفضل. هذه الهياكل تتألف من أحجار رملية حمراء بشكل أساسي, وهي نماذج مصغرة من المقابر المغولية في تلك الحقبة. الجوانب الداخلية من الجدران تواجه الحديقة وبمقدمتها ممرات تزينها الأعمدة, وهي خاصية مطابقة للمعابد الهندية والتي دخلت فيما بعد إلى المساجد المغولية. يدخل في الجدار قبة للمعبد، وأماكن صغيرة ربما كانت للمشاهدة أو أبراج مراقبة مثل بيت الموسيقى، والذي يستخدم الآن كمتحف.

انطباع الفنان لتاج محل من معهد سميثسونيان.

المخرج الرئيسي (الدروازة) وهو نصب هائل معظمه مبني من الرخام مستوحى من ذكرى العمارة المغولية مع أوائل الأباطرة..قناطرها تعكس شكل قناطر الأضرحة, وللبيشتاك (البوابة أو المدخل) أقواس يدخل في تصميمها خط اليد الذي يزين القبر. كما تُستخدم آلية النحت المحفور والأحجار الملونة للزينة مع زخارف نباتية. السقوف المقببة والجدران ذات تصاميم هندسية متقنة, مثل تلك الموجودة في المباني الأُخَرْ المبنية من أحجار رملية في المجمع. القاعدة الحجرية والقبر استغرقت ما يقارب اثنتا عشر عاماً لإنجازها، واستغرقت الأجزاء المتبقية من المجمع عشر سنوات إضافية من أجل بناء المآذن والمسجد والبوابة. ولأن المجمع كان مبنياً على مراحل ؛ فقد اختلفت الآراء وكثرت التناقضات حول تاريخ إتمامه. على سبيل المثال، كان الضريح كاملاً بالأساس في عام ١٦٤٣م، ولكن العمل كان مستمرًا على بقية أجزاء المجمع. تقديرات تكاليف البناء مختلفة، بسبب صعوبة تقدير التكاليف عبر الزمن، وقدرت التكلفة الإجمالية بحوالي ٣٢ مليون روبية في ذلك الوقت. شُيّد تاج محل باستخدام مواد من جميع أنحاء الهند وآسيا، وتم استخدام أكثر من ١٠٠٠ فيل لنقل مواد البناء.

جُلب الرخام الأبيض الشفاف من ماكرانا، راجستان، اليشب من البنجاب واليشم والكريستال من الصين، كان الفيروز من التيبت واللازورد من أفغانستان، في حين أن الياقوت جاء من سيرلانكا والعقيق من الجزيرة العربية. بوجه كلي، كان الرخام الأبيض مطعّماً بثمانية وعشرين نوعاً من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة. كان بناء تاج محل موكلا إلى مجموعة من المهندسين المعماريين تحت إشراف الإمبراطورية، بمن في ذلك عبد الكريم معمور خان، مكرمات خان، وأستاذ أحمد لاهوري Lahauri is generally considered to be the principal designer. Lahaالذي يعتبر المصمم الرئيسي.

تم تجنيد قوى عاملة بلغت عشرين ألف عامل من جميع أنحاء الهند؛ ونحاتين من بخارى، وخطاطين من سوريا وبلاد فارس، فنيو الزخرفة والتطعيم من جنوب الهند، والحجارين كانوا من بلوشستان، إضافة إلى مختصين في بناء الأبراج وأشخاص مهمتهم الوحيدة قطع الرخام على شكل أزهار وكانوا جزء من مجموع عمال بلغ عددهم سبعة وثلاثون عاملا شكلوا مجتمعين الوحدة الإبداعية للبناء. بعض من البناة المشاركين في بناء تاج محل:

  • إسماعيل أفندي (المعروف أيضا باسم إسماعيل خان): من الإمبراطورية العثمانية - مهندس معماري تركي ومصمم القبة الرئيسية 
  • الأستاذ عيسى (عيسى محمد أفندي): من بلاد فارس - مهندس معماري تركي، تدرب على يد الخواجة معمار سنان آغا معماري الدولة العثمانية، ويرجع له الكثير من الفضل والثناء فقد لعب دورا رئيسا في التصميم المعماري.

-*بيورو من بناروس: بلاد فارس المهندس المعماري المشرف.

  • كاظم خان: وهو مواطن من لاهور - مهمته قولبة الذهب لوضعه على قمة البناء.
  • شارنجلا: جواهري من دلهي - النحات الرئيسي والمسؤول عن الفسيفساء.
  • أمانة خان من شيراز: إيران - الخطاط الرئيسي 
  • محمد حنيف: المشرف على البنائين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق