حسب آخر احصائية نشرت من منظمة الصحة العالمية في 15 أبريل 2014 تم تشخيص 222 حالة مؤكدة في العالم توفي منهم 80. تعتبر السعوديه الأكثر اصابة بالفيروس والدول الأخرى التي ثبت وجود حالات فيها هي بريطانيا, قطر ,الأردن ,فرنسا ,الإمارات وتونس
ومن الملاحظ ان لجميع الحالات المرضية التي وقعت في أوروبا وتونس صلة ما بالشرق الأوسط (بصفة مباشرة أو غير مباشرة). في السعودية, اكثر الدول اصابة بالفيروس , تم رصد المرض في عدد مختلف من المدن والمناطق إلى ان أكثر الأصابات تركزت في منطقة الأحساء
أيضاً لوحظ أن ٨٠٪ من الحالات في السعودية كانت في الذكور ، ولكن قد يصعب استخلاص أن الفيروس اقل تأثيرا على النساء حيث قد يكون للنقاب, الزي الاسلامي للنساء في السعودية دور في تقليل معدل الاصابة لأنه يحمي الفم والأنف من انتقال الفيروسات .
في شهر رمضان تم تشخيص ١٤ حالة مؤكدة ، ٩ في السعودية و ٥ في الأمارات رغم انه لم يتم رصد حدوث اصابات للمعتمرين خلال وقت زيارتهم لمكه ولكن لم يتم توضيح هل كانوا على علاقة او احتكاك بزوار مكه .
أسباب ظهور سلالات فيروسية جديدة؟
يستخدم علماء الفيروسات مصطلح يعرف الفيروسات المنبثقة(بالإنجليزية: Emerging viruses) ، أي الفيروسات التي تكيفت في ظروف غير الظروف الاعتيادية لنموها، مما أدى إلى إظهار سلالة جديدة تتسم بخصائص جديدة تتمثل في قدرتها على إصابة خلايا وعائل جديد. هناك عاملان رئيسان يعود لهما زيادة احتمالية ظهور فيروس كورونا جديد من حين إلى آخر:
1- معدلات التطفير في هذا النوع من الفيروسات عالية جدا نظرا لافتقار إنزيم التكاثر في هذه الفيروسات إلى خاصية تصحيح الأخطاء (Proof-reading) في تسلسل القواعد النيتروجينية أثناء التكاثر.
2- هناك ظاهرة وراثية تعرف باسم معاودة الارتباط(بالإنجليزية: Recombination) تؤدي إلى دمج وارتباط جزء من جين معين مع جزء من جين آخر أثناء تكاثر الفيروس مما يؤدي إلى ظهور سلالة فيروسية لها خاصية إمراضية جديدة.
بالإضافة إلى السببين السابقين، هناك العديد من العوامل التي تؤخذ في الحسبان كعوامل محفزه لظهور سلالة فيروسية جديدة، مثل: سفر الإنسان مسافات بعيدة والتنقل بين البلدان، ونقل المواشي من البلدان البعيدة، وقطع الغابات، وتغير الظروف المناخية. ونأخذ هنا على سبيل المثال تأثير تغير المناخ في إنتاج سلالة فيروسية جديدة وذلك كما حدث في عام 1990م في جنوب شرق الولايات المتحدة حيث أدت الظاهرة المعروفة باسم النينو (ظاهرة مناخية تحدث بين كل 3-5 أعوام بها يتغير اتجاه الرياح في المحيط الهادي، وتؤثر على الطقس في كل العالم) فقد أدى تغير المناخ وزيادة هطول الأمطار، بالإضافة إلى وفرة النفايات التي تتغذى عليها القوارض، مثل الفئران إلى زيادة أعدادها وبالتالي زيادة نسبة تعرض الإنسان للفئران. وساهم ذلك في انتقال فيروس (بالإنجليزية: Hantavirus ) من الفئران إلى الإنسان. وكمثال على مساهمة أنشطة الإنسان في زيادة احتمالية ظهور سلالة فيروسية جديدة، ما يقوم به الإنسان عند قطع الغابات فمثلا في أواخر عام 1990م في كل من أستراليا وماليزيا أدى قطع الغابات إلى هجرة الخفافيش المصابة بفيروس Hendra وفيروس Nepha إلى مناطق التجمعات السكانية وانتقال الفيروس إلى الحيوانات ومن ثم إلى الإنسان.
إذن، يمكن القول إنه نتيجة إلى قدرة الفيروسات وخصوصا التي مادتها الوراثية هي RNA على التطفير المستمر، ونتيجة لزيادة احتمالية حدوث ظاهرة معاودة الارتباط في المادة الوراثية الفيروسية وتحت الضغوط البيئية الطبيعية، ونتيجة لنشاطات الإنسان المختلفة أصبح ظهور سلالات فيروسية جديدة أكثر احتمالا وامراً متوقعاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق